يمر يوم السادس عشر من آذار في كل عام ليحمل معهُ ذكرياتٍ أليمة،

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ۞ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ً
صدق الله العظيم
يمر يوم السادس عشر من آذار في كل عام ليحمل معهُ ذكرياتٍ أليمة،
وصور محزنة، ومشاهد مروعة، يندى لها جبين الإنسانية، وتستحضرُ معها أيامًا عشناها جميعًا كعراقيين في ظل نظام شمولي دكتاتوريّ لا يعرف للبشر حرمتهم ولا للأرض قداستها، بل كان نظامًا قاسيًا لا يعرف للرحمة طريقا، إذ فُجع العالم بأسره بتاريخ 1988/3/16، بمجزرة حلبجة وما حولها، فضُرب المواطنون المدنيون الكورد الأبرياء بالأسلحة الكيميائية الفتاكة، ذهب ضحية ذلك خمسة آلاف شهيدًا وعشرة آلاف جريحًا وسبعين ألف شريدًا خلال ساعات، بل وقُتلت حتى الطيور والحيوانات، وسُممت المياه والمزارع والبيئة، وإنتهت فرصة الحياة في منطقة حلبجة وماحولها، وحُرم المواطنون من الحياة الطبيعية وتم تهديد أمنهم واستقرارهم، بقيت تلك الممارسات في الأذهان كذكريات أليمة تركت مئات الألوف من الأيتام والثكالى والأرامل وبكت العيون وذرفت الدماء بدلا من الدموع.
خلدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) هذه الذكرى الأليمة بنصبٍ تذكاري في مقر الأمانة الفنية للمنظمة في لاهاي، أُزيح الستارُ عنه في عام 2014، معبرًا عن ضحايا الأسلحة الكيميائية في مدينة حلبجة الشهيدة، إذ أصبحت هذه المدينة الشهيدة رمزًا لضحايا الإجرام أمام العالم أجمع.
رحم الله شهداء حلبجة وشهداء العراق جميعًا.
عمر البرزنجي
سفير جمهورية العراق لدى المملكة الأردنية الهاشمية
عمّان – 2025/3/16