بقلم الشيخ صدام زامل العطواني الاستشاري في مكتب رئيس مجلس الوزراء لجنة التعايش والسلم المجتمعي والمناطق المحرره

بقلم الشيخ صدام زامل العطواني
الاستشاري في مكتب رئيس مجلس الوزراء لجنة التعايش والسلم المجتمعي والمناطق المحرره
كل عام و حضارتنا بالف الف خير ..
في الأول من نيسان 2025 تكمل حضارتنا عامها ال 7325 ، حيث يصادف يوم 1 نيسان من كل عام عيد رأس السنة البابلية ( عيد الاكيتو ) الذي يعتبر من أهم الاعياد في العراق القديم ، و هو الأساس لكل اعياد رأس السنة في العالم حتى يومنا هذا ، ففي كل سنة كان سكان بلاد الرافدين يحتفلون بهذا العيد الذي يصادف في التقويم البابلي ( 1 نيسان ) كمحصلة للاعتدال الربيعي وزيادة مياه نهر دجلة ، و بعد اسبوعين من ذلك زيادة مياه نهر الفرات ، فكلمة عيد في اللغة السومرية هي ( ايزن ) أي السنة و صارت في الاكدية ( أيسنو ) ، و قد ورد ذكر عيد الاكيتو في النصوص السومرية بصيغة ( Ezen A-ki-tum ) اي عيد الاكيتوم و تعني كلمة اكيتو حرفياً ( تقريب الماء الى الارض ) اي استنزال المطر ، و قد مارس السومريون هذا العيد في مدينة أور ، اما في العصر البابلي فقد مارس سكان العراق القديم هذا العيد في مدن كثيرة و كان يحتفل به مرتين في السنة بطقوس مماثلة لتلك الطقوس التي كانت تمارس في زمن سلالة اور الثالثة السومرية .

قديماً كان يستقبل هذا العيد من قبل العراقيين القدماء بالفعاليات و الحفلات التنكرية و الغناء و الرقص و كذلك النواح و البكاء في بعض طقوسه ، و يستمر الاحتفال بهذا العيد لمدة 12 يوم ( بالتقويم البابلي من 1 نيسان الى 12 نيسان ) ، حيث يبدأ في اول الاعتدال الربيعي اي في بداية الاعمال الزراعية ، و كما اعتقد البابليون في بداية مرحلة تسلم الاله مردوخ مقاليد الأمور في الحياة ، فكانت هذه المرحلة تمثل لهم مرحلة انتصار القوى البناءة الجديدة على قوى الشر و الموت ، لذلك اعتبرت هذه الايام هي ايام مقدسة يمنع فيها تأنيب الاطفال و معاقبة العبيد و غيرها ، فكان يقام في هذا العيد احتفالات لقراءة الملاحم و تمثيل المسرحيات و رواية الاساطير ، و تنفيذ بعض الطقوس الدينية و كانت الفعاليات شعبية تجسد ملاحم كلكامش ، و تحليق ايتانا و معجزات مردوخ و السقوط الى العالم الاسفل و أنقاذ عشتار و غيرها .

فتذكر الروايات ان هذا العيد انتقل الى اليهود الأسرى في بابل في عهد ملك بابل نبوخذ نصر ، و منهم انتقل الى الاغريق و عبرهم انتقل الى شعوب اوروبا الغربية ، ثم الى بيزنطة و روسيا ، و اصبح الأساس لكل اعياد رأس السنة في العالم اليوم ، حيث تنسب التقاليد الاحتفالية بعيد رأس السنة حسب رأي العلماء الى الالف الثالث قبل الميلاد ..

اليوم هو رأس السنة بالتأريخ البابلي و الذي يبدأ يومه الاول 7325/1/1 الموافق 2025/4/1 .
اليوم يصبح عمر العراق 7325 عام ، يوم بدأ أول تقويم بشري على أرض وادي الرافدين 1 نيسان عام 5300 ق.م. عيد رأس السنة العراقي (أكيتو) .

قائمة الاشهر البابلية :
نيسانو (نيسان)
أرو (ايار)
سيمانو (حزيران)
دوموزو (تموز)
أبو (آب)
اولولو (ايلول)
تشريتوم (تشرين ١)
سمنا (تشرين ٢)
كسليمو (كانون ١)
تيبيتوم (كانون ٢)
شباطو (شباط)
أدارو (آذار)

“أكيتو بريخو “
أكيتو تعني الزراعة و بريخو تعني بركة .
يصادف هذا العيد يوم الاول من نيسان و الذي يعتبر تجديد لدورة الحياة في الطبيعة فيدخل الربيع وتزرع بذور الشعير وكان اجدادنا يحتفلون قبل خمسة آلاف سنة بهذه المناسبة السعيدة حيث ان القمر نانا يتفق مع الشمس أوتو ، و يتعادل الليل مع النهار ، و عندها يعتدل الجو و تصبح الطبيعة جميلة و خلاقة و متجددة فينتظرون إكتمال القمر ليحتفلوا بالزواج المقدس و عندها تقام المسيرات الشعبية و المهرجانات البهيجة بأجمل الملابس و الألوان و التراتيل الجميلة بألطف الأنغام ليستقبلوا الربيع في هذه السنة الجديدة .
يعتبر هذا اليوم بداية الديانة العراقية القديمة التي كانت تؤمن بعودة الأله دوموزو ( تموز ) الى الحياة في 1 نيسان و يسمى هذا العيد بعيد أكيتو .
كل عام وعراقنا سيد الحضارات بالف بخير …