بقلم علاء عواد كاظم اختصاص هندسي من الولايات المتحدة الامريكية مؤلف وكاتب صحفي
صيادون ماهرون يبحثون عن فرائس كلماتهم خلف نفاق وجوههم بعدما فشلت حبائل الكذب عن خنق الرقاب والأنفس .

#بقلم
#علاء_عواد_كاظم
اختصاص هندسي من الولايات المتحدة الامريكية
مؤلف وكاتب صحفي
صيادون ماهرون يبحثون عن فرائس كلماتهم خلف نفاق وجوههم بعدما فشلت حبائل الكذب عن خنق الرقاب والأنفس .
ففي مختلف مجالات الحياة هنالك ملتوي الألسن اللذين يحتالون على الزمن حين غفلته ويتربصون لعقارب الساعة لعلها تنسى حسابات اوقاتها وتغفو سهواً عن حركاتها ، فيتقافزون هنا وهناك لكشف حقيقة ما وهم لا يعلمون أنهم كاشفي رؤوسهم جهلاً وغفلةً وظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً لأنفسهم .
ففي منطق الحياة أن الله جعل الألسن بمختلف اللغات كي تتشعب الثقافات بخزينة المعرفة والعلم فتتفرع هذه المعارف الى شُعَبٍ وقنوات لايصال المقصد والمعنى حتى اذا عجزت لغة ما اعانتها لغة أخرى تكون أغنى من غيرها وهكذا.
فالتوقف على احتيال لغة ركيكة من ملقنٍ ما القصد منه تمرير ايدلوجية ما ، تفتقر الى عمق العلاقة مابين الفلسفة الحياتية والفلسفة الوجودية فالاولى تتعلق بالانسان وبخصائصه الوجودية ومتعلقاته الارادية والثانية تتعلق بالايجاد والموجد المتفرد بخصائص العلل والمعلول ، ونجد أن ذلك الحذق الذي يتأمل بوجوه فرائسه لعله يجد ما يغذي لغته وانتقائه للقلقة السطور لعله يجد ما يبرر تبريره ولعله يتقمص شخصية الاديب المثقف حتى يتحصن بالظهور والاعلان وجمع قليلي الحيلة وقليلي المعرفة ليتسنى له جمع تلك العقول في زاوية حرجة واحدة لا تتقبل النقد والانتقاد ولا تقبل بأفضلية باقي الزوايا
النقطة في اللغة العربية لها التأثير البالغ فيما إذا كانت في غير محلها أو غير متمثلة بصحيح وجودها فمثلاً كلمة شَّبَ ومعناها نما وكبر و سَبًَ بمعناها الشتم أو كلمة نواب ومفردها نائب وكلمة بواب ومعناه من يحرس باب سكن كبواب العمارة ، ونلاحظ هنا كيف تتحرك النقطة في مختلف اماكنها لنفس الاحرف لتعطي معنىً مختلفاً عن المعنى الآخر ، والقصد منه أن للغة خبرائها وأهليها اللذين لهم المقدرة على التصرف بها للوصول الى المعنى المراد بأفضل الطرق وأجملها، لا الى اللذين يتقمصون لغة الآخرين ويخوض فيما لا علم له ويستنجد بكلمات اللي والمباعدة عن حقيقة المعنى وحقيقة الزمن .
وعودة الى عنوان المقالة ، نتسائل ما هو الرابط ما بينها ومابينمضمون الفحوى ، أقول أن الفوضى ما بين إظهار الجمال وما بين فرض القبح ينتج منها صراع المعنى المدفون تحت رمال الجهلاء اللذين كانوا ومازالوا إبقاء المدفون مدفوناً حتى يتسنىٰ للتفاهة أن يكون لها وزناً ولها مساحة من الوجود في عمق حفاة العقول .