الأقتصاديةالأمنيةالثقافة والفنالرئيسيةالعربية والدولية

بين الأمن والإعلام.. توازن الوعي والمسؤولية (الفرق بين الإعلام الامني والأمن الإعلامي )

بقلم الفريق الدكتور سعد معن الموسوي رئيس خلية الإعلام الأمني

بين الأمن والإعلام.. توازن الوعي والمسؤولية
(الفرق بين الإعلام الامني والأمن الإعلامي )
#بقلم_الفريق_الدكتور
#سعد_معن_الموسوي
#رئيس_خلية_الإعلام_الأمني
يشكل كل من الأمن الإعلامي والإعلام الأمني ركيزتين متكاملتين في بناء الوعي الوطني وحماية استقرار المجتمع. غير أن الفارق بينهما لا يقوم على تشابه اللفظ بل على اختلاف الدور والغاية. فالإعلام الأمني هو اللسان الناطق باسم المؤسسات الأمنية حين تخاطب المجتمع بلغة التوعية والشفافية. إنه وسيلة لتقريب المواطن من رجل الأمن وتعزيز الثقة عبر نقل المعلومات الدقيقة والتوجيهات الوقائية التي تحصن السلوك الفردي والجماعي. ومن خلاله تتجلى الصورة الإيجابية للأجهزة الأمنية بوصفها حامية للنظام وراعية للأمان العام.

أما الأمن الإعلامي فهو أحد أبعاد الأمن الوطني الذي يهدف إلى حماية الفضاء الإعلامي من الاختراق والتضليل. إنه الدرع الواقي للعقل الجمعي من حملات التشويه ونشر الفتن والمعلومات المغلوطة. في هذا الإطار لا يكون الإعلام مجرد وسيلة لنقل الخبر بل ساحة لحماية الوعي العام من التلاعب والابتزاز السياسي والفكري. فالأمن الإعلامي يسعى إلى ترسيخ إعلام مسؤول يحترم الحقيقة ويحافظ على السلم الاجتماعي ويواجه خطاب الكراهية والشائعات بما ينسجم مع القيم الوطنية.

يتضح إذن أن الإعلام الأمني يتجه من المؤسسة الأمنية إلى المجتمع ليغرس الوعي بالسلامة والالتزام بالقانون في حين أن الأمن الإعلامي يتجه من داخل المنظومة الإعلامية نفسها لضبط أدائها وحمايتها من الاستغلال. وبين الاتجاهين تتوازن العلاقة بين السلطة والمعرفة حيث لا أمن بلا إعلام واعٍ ولا إعلام نزيه بلا إحساس عميق بالمسؤولية تجاه الأمن الوطني
إن تعزيز التكامل بين الأمن الإعلامي والإعلام الأمني في الواقع العراقي يتطلب رؤية استراتيجية تُبنى على التعاون المستمر بين المؤسسات الأمنية والهيئات الإعلامية.
فالأمن لا يتحقق بالرقابة وحدها بل بالوعي والإعلام لا يكتسب مصداقيته إلا من التزامه بحدود المصلحة الوطنية.

ويمكن تحقيق هذا التوازن عبر برامج تدريب مشتركة للإعلاميين ورجال الأمن تُعمّق فهم كل طرف لطبيعة عمل الآخر
وتُرسخ ثقافة المسؤولية في تداول المعلومة.
كما يجب دعم التشريعات التي تنظم العمل الإعلامي وتضمن حرية التعبير في إطار يحمي الأمن الوطني من الاختراق والتلاعب.
بذلك يصبح الإعلام شريكًا في صناعة الطمأنينة لا ناقلًا للخوف، وحارسًا للوعي لا أداةً في يد الفوضى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
مجلس وكلاء الأمن الوطني اليوم الثلاثاء ، الجلسة السادسة عشر ة لعام ٢٠٢٥ برئاسة مستشار الأمن القومي... العراق وموريتانيا يوقعان عدداً من مذكرات التفاهم المشتركة الهامة بينهما يُعدّ مضيق باب المندب أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يشكّل عنق الزجاجة الذي يربط البحر الأحمر... كلية الآداب في جامعة بغداد تكرّم الفريق الدكتور سعد معن لدوره الأكاديمي في مناقشة رسالة ماجستير حول ... بين الأمن والإعلام.. توازن الوعي والمسؤولية (الفرق بين الإعلام الامني والأمن الإعلامي ) أقيمت المحاضرة الرائعة في بيت الحكمة الاثنين الموافق 13/10/2025 بعنوان هوية المرأة المسلمة بين المو... بحضور رئيس هيأة الإعلام والاتصالات، السيد الحكيم يلتقي قيادات الإعلام الوطني ويدعو إلى تحصين الانتخا... في محافظة نينوى والأنبار.. النزاهة تبحث أخلاقيات الوظيفة في تعزيز جهود مكافحة الفساد. تضمنت الندوة عدة محاور منها: التوعية بقيمة الصوت مركز البيان يعقد جلسة حوارية حول "أولويات السياسة الخارجية في البرامج الانتخابية"