الرئيسيةالعربية والدوليةالمحلية

بقلم دكتوره ئاوات حسام الدين طيب ممثلية الديانو الزرداشتية كردستان العراق

تعرض الزرادشتيين عبر التاريخ خلال اربعة عشر قرنا بعد ظهور الاسلام في المنطقة في حقبات مختلفة من الزمن و درجة الاضطهاد ، بعد انهيار الدولة الساسانية ، مورست الابادة الجماعية خاصة بالنسبة الى اتباع الديانة الزرادشتية من اللذين قاوموا و دافعوا عن عرضهم و ارضهم . مجموعة من الزرادشتيين هربوا الى الهند بقصص ماساوية في طريقهم الى الهند و قسم من الزرادشتيين في يزد في ايران هربوا الى صحراء ايران و عانوا من الاضطهاد على ايدي حكام ايران اللذين حكموا ايران في فترات متعاقية و كان اشدها في الحكم القاجاري اللذي دام لفترات طويلة في ايران. اما في كردستان ن البقية تعرضوا الى شتى انواع الاضطهاد بمرور الزمن دخل القسم الكثير منهم الى الاسلام. بقى قلة من الزرادشتيين في اماكن نائية في الجبال في الجزء الذي كان تحت حكم العثمانيين و حتى الحكم الملكي ، زودوا بهويات مكتوب عليها الديانة المجوسية.
انا الان بعد قانون رقم خمسة لسنة 2015 الذي صدر من قبل حكومة اقليم كردستان ، المعروف بقانون حرية الدين و العقيدة ، حيث اعترف رسميا بالديانة الزرادشتية كاحدى الديانات التوحيدية القديمة. منذ ذلك الوقت فان الزرادشتيين يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية و تحت حماية القانون ، لكن لحد الان حكومة اقليم كردستان لم يساعد الزرادشتيين ماديا او معنويا و لم تقدم اية تسهيلات لهم مثلما تساعد الاديان الاخرى. الزرادشتيين دائما معرضون لتهديدات العناصر و رجال الدين المتطرفين في كردستان و ينشرون خطاب الكراهية ضد الزرادشتيين و دينهم بتشويه حقائق هذا الدين الحنيف. انا شخصيا و البعض من الزرادشتيين ، قد تعرضنا كثيرا الى حملات التهديد بالقتل و التكفير و المحاكم من قبل بعض رجال الدينالمتطرفين الغير معروفين في وسائل التواصل الاجتماعي . شخصيا تعرضت عدة مرات الت التهديد و التشهير و المحاكم من قبل المتطرفين.
ان اساس و مبادئ الديانة الزرادشتية مبنية على نشرالمحبة و السلام بتطبق المبادئ الاخلاقية الثلاثة الفكر الصالح و القول الصالح و العمل الصالح ، الانسان على نفسه و في تعامله مع الاخرين و مع الطبيعة من اجل سعادة الانسان و استمراره في اعمار الكوكب و التقرب اكثر في معرفة الخالق و هذه هي حكمة الخالق في خلقه للمخلوقات كما تؤكد عليها جميع الاديان و المعتقدات الانسانية.
نحن الزرادشتيين في اقليم كردستان العراق منذ ٢٠١٥ نمارس طقوساتنا و مراسيمنا الدينية بكل حرية تحت حماية قانون حرية الدين و العقيدة المعروفة بقانون رقم خمسة لسنة ٢٠١٥ ، نحن الزرادشتين من ضمن ثمانية اديان معترف بها قانونياً ، نعمل معاً ، ضمن عملية التعايش السلمي التي يشرف عليها وزارة الاوقاف و الشؤون الدينية في اقليم كردستان العراق، حيث نشارك في نشر ثقافة المحبة و التسامح و السلام . ان عملية التعايش السلمي في اقليم كردستان فريدة من نوعها في المنطقة بصورة عامة ، حيث نشارك بالحضور في كل المناسبات الدينة لبعضنا البعض.
ان زرادشت اكد في احدى تعاليمه التي وردت في كتاب (الكاثا) التي هي بصيغة اناشيده الالهية التي هي من الوحي الالهي من (اهورا مزدا) اي { خالق الوجود ، الحكيم العظيم } ، كما جاء في احدى اناشيده اللاهية اكد على العمل في ترسيخ محبة الخيرو السلام في الانسان:
يا مازدا
أنا أعشقك،
يا مازدا أضف إلى حكمتي ،
حتى أتمكن من:
أحب الجميع،
للعناية بالأرض ،
لخلق السعادة للجميع ولكل شيء في الوجود كله ،
لخلق السلام في كل مكان على وجه الأرض.
في كل الاديان وصف الله بالمحبة ، و ان الخالق خلق الانسان محبةً بالانسان ، لذا علينا كبشر ان نحيا و نموت في محبة الله و محبة الانسان ، مهما كانت الانتمائات في العرق و اختلاف الاجناس و اللون .
من اجل تحقيق التعايش السلمي بين المكونات يجب نشر و غرس ثقافة التعايش السلمي بكل الوسائل المتاحة و على كل الاصعدة الحكومية و المؤسسات الدينية و منظمات المجتمع المدني و الاسرة . ان احد اهم نشر ثقافة التعايش تبدا بوضع خطط و برامج للقضاء على خطاب الكراهية ان الكراهية نقيض المحبة ، و بما ان المحبة هي احدى صفات الله ، اذا الكراهية منبوذة من قبل الخالق مهما كان مصدره و تحت اية ذريعة ، لان الانسان عند الله ، اقدس مخلوق في الكون .
ان محبة الخالق و محبة البشر لازم و ملزوم ، ان مهمة الديانات هي تربية الانسان على عبادة الخالق و ان عبادة الخالق هي المحبة له و نشر هذه المحبة بين البشر التي تكون نتائجه هي تحقيق السلام و التسامح و الوئام و السعادة و الرخاء و التقدم للجنس البشري كله كافراد و جماعات و ملل الى الكمال.
اما الاسباب التي تهدد التعايش السلمي بين المكونات الدينية و العرقية في العراق و في الكثير من مناطق العالم. تتركز في انتشار خطاب الكراهية ، فهي تخلق الكره و الحقد ، التي تسبب في تهديد السلم المجتمعي و خلق الشر و الاقتتال و الدمار و الخراب للجنس البشري و الحياة كله.
اسباب خطاب الكراهية:
سباب الكراهية
الكراهية هي شعور يتولد في الانسان مع الوقت ونتيجة عوامل كثيرة تستبدل المحبة الفطرية بالكراهية نتيجة خطابات من جهات متعددة تسهم في بناء الكراهية في النفوس، فتصبح سلاحًا للتدمير الذاتي لأي مجتمع عبر تفكيك بناءه وانقسامه.
هناك عدة جهات تكون مسؤولة عن خلق خطاب الكراهية و عن تصديره إلى المجتمع، تجاه شخص أو جنس أو مجتمع أو دولة بسبب الاختلاف في الدين أو العرق أو النوع أو الشكل، وهو التعريف الذي يتناسق مع ما جاء بالعهد الدّوليّ الخاص بالحقوق المدنيّة والسّياسيّة الصادر عام 1966م.
لكن الاسباب وراء انتشار خطاب الكراهية في مجتمعاتنا؟ هناك عدة عوامل تخلق الكراهية
١- من التربية الأسرية.
٢- من المدرسة، من المناهج التربوية التي تشدد في عدم قبول الاخر المختلف.
٣- الخطاب الديني المتشدد، في المنابر الدينية .
٤- وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت المنبر الأول الآن لخطابات الكراهية، فهي وسيلة إعلام مجانية للجميع،
٥- غياب التشريعات التي تعاقب على بث خطاب الكراهية في كثير من دول منطقتنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار