شارك مركز البيان للدراسات والتخطيط في “منتدى رؤية” الذي نظمته مؤسسة رؤية للدراسات الاستراتيجية (Vision Foundation) في مدينة السليمانية،

شارك مركز البيان للدراسات والتخطيط في “منتدى رؤية” الذي نظمته مؤسسة رؤية للدراسات الاستراتيجية (Vision Foundation) في مدينة السليمانية، 

الذي عُقد تحت عنوان: “بعد عشرين عاماً من المصادقة على الدستور.. أين نحن من الفدرالية واللامركزية في العراق؟”
مثّل المركز في المنتدى رئيس قسم البحوث، مصطفى السراي، الذي قدّم مداخلة في الجلسة الموسومة بعنوان: “من الخلاف إلى الشراكة: مقاربة تحليلية لتطوير النظام الاتحادي في سياق التحول الديمقراطي”، أكد فيها على عدد من النقاط الجوهرية المتعلقة بواقع الفيدرالية في العراق وإشكاليات تطبيقها.
وأوضح السراي ان الفيدرالية في العراق تحولت نتيجة الخلافات السياسية من نظام دستوري ومؤسساتي إلى صراع هوياتي وسياسي، مشيراً إلى أن الدستور وضع أسس الفيدرالية، لكن التطبيق العملي أفرز نموذجاً مختلفاً عمّا ورد فيه.
وبيّن أن هذا التحول خلق إشكالية بنيوية في التعامل مع النظام الاتحادي، فبينما تنظر بغداد إلى الفيدرالية بوصفها وسيلة لتقاسم السلطة وتنويع الموارد وتوزيع الأدوار بما يضمن وحدة الدولة، ينظر الإقليم إليها كآلية للحفاظ على مكاسب وأهداف سياسية واقتصادية تخصه.
وأشار السراي إلى ان هذه المقاربات المختلفة أنتجت ثلاثية معقدة في بنية الفيدرالية، تتضمن: رؤية هوياتية، وهدفاً استراتيجياً، وإجراءات إصلاحية جزئية، مؤكداً أن أي حل يجب أن ينطلق من هذه الأبعاد الثلاثة.
واقترح السراي جملة من الخطوات والإجراءات لمعالجة الإشكاليات القائمة، أبرزها: إعادة تعريف العلاقة بين بغداد والإقليم، وتحديد ما إذا كانت علاقة تعاون أو تشارك أو تكامل. وكذلك سنّ تشريعات تتوافق مع متطلبات النظام الفيدرالي. بالإضافة الى إدامة الحوار عبر لجنة اتحادية عليا تضم ممثلين عن الطرفين لمتابعة القضايا الخلافية في مجالات مثل التعليم والصحة والموارد. وإجراء إصلاحات اقتصادية واضحة لتعزيز مفهوم “الفيدرالية الاقتصادية”. وأيضا ضرورة تشريع قانون مجلس الاتحاد وتشكيله وفق ما نص عليه الدستور. وكذلك إدخال تعديلات دستورية متفق عليها سياسياً واجتماعياً، على أن تكون ناتجة عن حوار طويل الأمد. والاهم دعم مشاريع التكامل الاقتصادي، لا سيما “طريق التنمية” بوصفه نموذجاً يمكن أن يعزز الترابط والمنافع المشتركة. ومع ذلك لابد تعزيز ثقافة الشراكة السياسية عبر النخب الأكاديمية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب النخب الحزبية.
وفي ختام مداخلته، شدد السراي على ضرورة إعادة تعريف العلاقة بين الإقليم وبغداد بشكل واضح، متسائلاً: هل نفكر بدولتين أم بعلاقة فيدرالية حقيقية؟، مؤكداً أن الفيدرالية تعاني اليوم من مشكلات ادارية، وان أي بديل عنها لا يخرج عن ثلاث خيارات: دولتين، أو كونفدرالية، أو عودة إلى المركزية، وهي خيارات لا تتبناها القوى السياسية جميعهاً، وتحديداً الشيعية أو السنية.
#المصادر_العربية_الاخبارية




